الأربعاء، 25 يونيو 2014

إفشاء{ حاطب} سر رسول الله لقريش

قال محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر، عن عروة بن الزبير وغيره من علمائنا قالوا: لما أجمع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسير إلى مكة، كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأمر في السير إليهم.
وستأجر حاطب إمرءه وأعطاها الكتاب ووضعته فى ضفائر شعرها ونطلقت به إلى قريش ..................
ونزل جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره بلأمر
 فبعث عليّ بن أبي طالب والزبير بن العوام فقال: إذهبا إلى { روضة خاخ }( وهوا إسم مكان) ستجدون ظعينه (يعنى إمرءه ) معاها كتاب أحضروا لى الكتاب فخرجا حتى أدركا هذه المرأة فى المكان الذى حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (على) للمرءة أخرجى الكتاب قالت ما معى كتاب قال لتخرجن الكتاب او لنقلبن الثياب حينها فكت المرءة ضفائرها وأخرجت الكتاب ورجعا إلى  رسول الله صلى الله عليه وسلم وفتح رسول الله الكتاب فإذا مكتوب فيه  «من حاطب بن أبي بلتعة إلى سهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل وصفوان بن أمية، أما بعد يا معشر قريش فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءكم بجيش يسير كالسيل فوالله لو جاءكم وحده لنصره الله وأنجز له وعده فانظروا لأنفسكم، والسلام».
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا فقال: «يا حاطب ما حملك على هذا؟» فقال: يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيّرت وما بدّلت ولكني كنت امرأً ليس لي في القوم من أصل ولا عشيرة وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل فصانعتهم عليهم فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله دعني أضرب عنقه فإن الرجل قد نافق - أي خالف الأمر -، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «إنه شهد بدرا وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أصحاب بدر يوم بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم»، فأنزل الله عز وجل في حاطب: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ عَدُوّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآء تُلْقُونَ} إلى قوله: {وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا} (الممتحنة: 1 - 4)

الرقية الشرعية و الرقية الشيطانية

الرقية تختلف حكمها الشرعى تبعاً لما يرد فيها من أقوال و أفعال فإن وافقت الهدى النبوى فذاك وإلاَّ فلا
وقد رقى النبى { صلى الله عليه وسلم } ورُقى ورقىَ كذلك أصحابه ولم ينكر عليهم
ذكر الترمزى من حديث بن عُيينه أن أسماء بنت عُميس قالت يارسول الله { صلى الله عليه وسلم } إن بَنى جعفر تُصيبهم العين أفا أسترقى لهم ؟ فقال { صلى الله عليه وسلم } ( نعم ، فلوكان شئ يسبق القضاء لسبقته العين )
أذن النبى { صلى الله عليه وسلم } فى هذا الحديث بالرقية ولكن هُنا سؤالُُُ مهم ماهى الرقية التى أذن بها الرسول { صلى الله عليه وسلم } ؟
هى الرقى التى وردت عن النبى { صلى الله عليه وسلم } واصحابة التى لم ينكرهاالنبى { صلى الله عليه وسلم }
فمن الرقى المشروعة  
اولاً مايكون بالقران
فى الصحيحين من حديث ابى سعيد الخدرى ( رضى الله عنه ) قال { انطلق نفر من أصحاب النبى { صلى الله عليه وسلم } فى سفره سافروها حتى أتو على حى من أحياء العرب وطلبو منهم أن يُضيفوهم فأبو أن يُضيفوهم فلُدِغ سيد ذلك الحى فاسعو له بكل شئ متعارف عندهم من دواء لدغ العقرب او الحية لا ينفعه شئ فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلو بكم لعل انيكون مع أحد منهم شئ فأتوهم فقالو إن سَيْدِنا لدغ وسعينا له بكل شئ لا ينفعه شئ فهل عند أحد منكم من شئ فقال احدهم واللهِ إنى لاراق ولكن قد طلبنا منكم الضيافه فلم تُضيفونا فما أنا برقٍ لكم حتى تجعلو لنا جُعْلا فاصالحوهم على قطيع من الغنم فنطلق يتفل عليه ويقراء الحمدلله رب العالمين فقامَ يمشى كألم يكن به مرض فأوفوهم جعلهم فقال بعضهم لا حتى نأتى رسول الله { صلى الله عليه وسلم } ونذكر له ماكان فلماذكرلنبى الأمر قال { صلى الله عليه وسلم } وما يدريك أنهارُقية أقتسمو وضربو لى معكم سهم }#رويت الحديث بالمعنى حتى تضح المعانى#
دل الحديث على مشروعية الرقية بأيات من القران وأعظمها الفاتحة ام القران حتى قال ابن القيم بعد ان ذكر الحديث { ولقد مر بى وقت بمكه سَقِمتُ فيه وفقدت الطبيب و الواء فكنت أتعالج بالفاتحه أخُذ شربه من ماء زمزم وأقرؤها عليها مراراً ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بالفاتحه غاية الإنتفاع }
عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح بيده رجاء بركتها

وقد أخرج أصحاب السنن الثلاثة أحمد وابن خزيمة وابن حبان من حديث عقبة بن عامر قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : قل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس تعوذ بهن ، فإنه لم يتعوذ بمثلهن ، اقرأ المعوذات دبر كل صلاة " فذكرهن ...
وعلى ذلك يجوز الرقى بأيات من القران بأن تقراء على المريض سواء مرض عضوى او بسبب السحر او العين او نحو ذلك او تقراء الايات على الماء ويشربها المريض كما جاء فى تعليق ابن القيم رحمه الله
تانيا ما ورد فى السنة وهذا كثير جداً نذكر منه مايلى:
عند مسلم من رواية ابى سعيد الخدرى ان جبريل اتى النبى { صلى الله عليه وسلم } فقال يا محمد اشتكيت قال نعم قال جبريل بسم الله ارقيك من كل شئ يؤذيك من شركل نفس او عين حاسد الله يشفيك بسم الله ارقيك

وللاستفادة اكثر حول ماورد من اثار فى السنة من هنا
وقدورد النهى عن الرقيه من ذلك :
ماجاء فى سؤ ال لشيخ { عبد العزيز بن عبدالله بن باز } ونصه
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الرقى والتمائم والتولة شرك))، وعن جابر رضي الله عنه قال: كان لي خال يرقي من العقرب فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، قال فأتاه فقال: يا رسول الله إنك نهيت عن الرقى وأنا أرقي من العقرب فقال: ((من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل))، ما هو الجمع بين أحاديث المنع والجواز في موضوع الرقى؟ وما حكم تعليق الرقى من القرآن على صدر المبتلى؟ 
اجاب الشيخ ابن باز 

الرقى المنهي عنها هي: الرقى التي فيها شرك، أو توسل بغير الله، أو ألفاظ مجهولة لا يعرف معناها: أما الرقى السليمة من ذلك فهي مشروعة ومن أعظم أسباب الشفاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه)) خرجهما مسلم في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا رقية إلا من عين أو حمة)) ومعناه لا رقية أولى وأشفى من الرقية من هذين الأمرين، وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم ورقي.
أما تعليق الرقى على المرضى أو الأطفال فذلك لا يجوز، وتسمى الرقى المعلقة: التمائم وتسمى الحروز والجوامع؛ والصواب فيها أنها محرمة ومن أنواع الشرك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
((من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلق تميمة فقد أشرك))، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن الرقى والتمائم والتولة شرك)). واختلف العلماء في التمائم إذا كانت من القرآن أو من الدعوات المباحة هل هي محرمة أم لا ؟ والصواب تحريمها لوجهين:
أحدهما: عموم الأحاديث المذكورة، فإنها تعم التمائم من القرآن وغير القرآن. والوجه الثاني: سد ذريعة الشرك فإنها إذا أبيحت التمائم من القرآن اختلطت بالتمائم الأخرى واشتبه الأمر وانفتح باب الشرك بتعليق التمائم كلها، ومعلوم أن سد الذرائع المفضية إلى الشرك والمعاصي من أعظم القواعد الشرعية. والله ولي التوفيق

تنبيه وتذكير
 على الانسان ان يأخذ بالاسباب المادية البشريه من الذهاب إلى الطبيب وإحضار الدواء ونحوه مع الأمور الشرعيه من الأذكار والأدعية التى وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهوا الذى علمنا ذلك فقد روى ابن ابى شيبة فى (مسنده) عن ابن مسعود قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الصلاه إذ سجد فلدغته عقرب فى إصبعه فانصرف رسول الله وقال (لعن الله العقرب ما تدع نبيا ولا غيره) ثم دعا بإناء فيه ماء وملح فجعل يضع موضع الدغه فى الماء ويقراء الاخلاص والمعوذتين .
فى هذا الحديث جمع النبى صلى الله عليه وسلم بين العلاج المادى البشرى وهوا الماء بالملح والشرعى الاخلاص والمعوذتين معاماً الأمه من بعده
قال ابن القيم رحمه الله واعلم ان الأدويه الطبيعيه الإلهيه تنفع من الداء بعد حصوله وتمنع من وقوعه وإن وقع لم يقع وقوع مضر فالتعوذات والأذكارإما ان تمنع وقوع هذه الأسباب وإما ان تمنع من تأثيرها إذا وقعت بحسب قوة الدعاء قوة وضعفا
وباب الاذكار والادعية كبير جداًعقد لها ابن القيم جزء كامل فى كتاب زاد المعاد وهو الجزء الربع لتحميله من هنا 
تحميل زاد المعاد bdf و ورد من هنا

الاثنين، 23 يونيو 2014

إعجاز فى { رءُوس الشياطين }

روى أبو عُبيدة معمر بن المثنى البصرى أعلم الناس باللغة وأنساب العرب وأخبارها
قال : أرسل ألىَّ الفضل بن الربيع ألى البصرة فى الخروج إليه سنة ثمان وثمانين ومائه فقدِمتُ إلى بغداد وستأذانت عليه فأذنَ لى فدخلت عليه ..... ثم دخل رجل فى ذىِّ الكُتَّاب له هيئة فأجلسه غلى جانبى وقال لى إنى كنت أليك مشتاقاً وقد سألت عن مسأله أفتأذن لى أن أعرفك إياها فقلت هات
قال : قال عز وجل { طلعُها كأنه رءُوس الشياطين } وأنما يقع الوعد والإيعاد بما عُرف مثله وهذا لم يُعرف
فقلت : إنما كلم الله تعالى العرب على قدركلامهم  أما سمعت قول أمرئ القيس
أيقتُلنى والمشرفى مضاجعى
ومسنونة زرق كأسنان أغوال

وهم لم يرو الغول قط ولكنهم لما كان أمر الغول يهولهم  أوعد به فاستحسن الفضل ذلك واستحسنه السائل

الأربعاء، 11 يونيو 2014

عدل سعد بن ابى وقاص فى الدعاء

سعدبن وقاص { رضى الله عنة } الذى سئل رسول الله { صلى الله عليه وسلم } ان يكون مستجاب الدعوة فما كان من رسول الله { صلى الله عليه وسلم } الإ ان دله رسول الله { صلى الله عليه وسلم } على الطريقة الموصلة لذلك { أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة }
فقال سعد من يومها ولم أطعم فمى إلا ألحلال
وبالرغم من ذلك لم يدعو { سعدبن ابى وقاص } على احد إلا ألتمس له العزر من الله { سبحانة وتعالى }

وهذه أمثلة من عدل {سعد }فى دعائه

من ذلك ما يرويه عامر بن سعد فيقول:

" رأى سعد رجلا يسب عليا، وطلحة والزبير فنهاه، فلم ينته، فقال له: اذن أدعو عليك، فقال ارجل: أراك تتهددني كأنك نبي..!!

فانصرف سعد وتوضأ وصلى ركعتين، ثم رفع يديه وقال: اللهم ان كنت تعلم أن هذا الرجل قد سبّ أقواما سبقت لهم منك الحسنى، وأنه قد أسخطك سبّه ايّاهم، فاجعله آية وعبرة..
+انظر كيف ان سعداً رضوان الله عليه لم يدعو عليه مباشرة لحتمال ان يكون الرجل قدغُرِرَبه وقيل له إن فلاناً هذابه كذا و كذا ولم يقصد الإهانة بل توضيح ما سميعهُ وفقط فيكون سعد بدعائة عليه مباشرة ظالما له+
فلم يمض غير وقت قصير، حتى خرجت من احدى الدور ناقة نادّة لا يردّها شيء حتى دخلت في زحام الناس، كأنها تبحث عن شيء، ثم اقتحمت الرجل فأخذته بين قوائمها.. وما زالت تتخبطه حتى مات"..

ومن ذلك ايضا

شكا أهل الكوفة أميرهم سعد بن ابى وقاص – رضى الله عنه – إلى امير المؤمنين ،فعذله امير المؤمنين عمر وولىَّ عليهم عمار بن ياسر ثم مَثل سعد { رضى الله عنة} بين يدى امير المؤمنين {عمر} فقال عمر {رضى الله عنه } لسعد إن اهل الكوفة شكوك حتى قالوا أنك لا تحسن تصلى فقال سعد أمَّا أنا فكونت أصلى بهم صلاة رسول الله {صلى الله عليه وسلم } ما أنقص منها شئ
كنت أُطيل فى ألاوليين وأقصر فى ألاخريين 
فأرسل عمر مع سعد رجالا يسألون عنة أهل الكوفة فما دخلو مسجدا من مساجد الكوفة إلا أثنو عليه خيرا حتى دخلو مسجداً لبنى عبس فقام فيه رجل يُقال له { أسامة بن قتادة } فقال أما إذ طلبت بألحاح أن نُجيب فإن سعد كان لايعدل فى الراعية ولا يقسم بالسوية ولا يخرج مع الثرية فأفترى الرجل على سعد رضوان الله عليه بثلاث دعوات أنه لايعدل فى الرعية ولايقسم بينهم الغنائم بالسويه وانه جبان لايخرج مع الثرية فى قتال الأعداء __كيف ذلك وهوا اول من رمى بسهم فى سبيل الله __ فما كان لسعد إلا أن يتوجه إلى الله بالدعاء فقال { اللهم إن كان عبدوك هذ كاذب فيما قال قام رياء وسمَّعَه فأطل عمره واطل فقره وعرضه للفتن يارب العالمين فدعى عليه بثلاث والرجل افترى عليه ثلاث أفترءات عدل فى الدعاء__إن النبى صلى الله عليه وسلم علم أصحابه كيف يكونون على الإيمان الصحيح فحفيظهم الله رب العالمين__ 
يقول روى الحديث فأنا رأيته بعد ذلك قد نزل جفنه على عينه من الكبر ويتعرض للبنات فى الطرقات يغمزهن فإذسؤل قال شيخ كبير مفتون أصابتنى دعوة سعد
لتحميل موضوع سعد مع أهل الكوفة كامل من هنا 
السبت، 7 يونيو 2014

تعريف الفطرة من روائع { ابن القيم }

هل بحثت كثيرا عن تعريف {للفطرة} ولم تجد تعريف يُريِح صدرك أنا ايضاً كنت طوال الوقت انقب وأبحث إلى ان وقع أمامى فصل نفيس جدا للعلاَّمة ابن القيم الجوزى فى كتابة العجاب {مفتاح دار السعادة} تحت فصل { البيان النطقى والبييان الخطى }
تحدث عن الفطرة فقال فى معنى ما قال:
الفطرة : هى ألأشياء التى يفعلها ألأنسان من غير تدريب ولا تعلم مثل {ستر العورة}و{رحمة المسكين و نصر المظلوم} و{مقابلة الإحسان بالإحسان} و {جميل المعاشرة مع ألأقارب والأباعد}وغيرها الكثير
فمثلا لو انسان وقف بجوارك فى وقت شدة فإنك تحبة وترد له الجميل من تلقاء نفسك لا تحتاج إلى من يقول لك فلان وقف بجانبك فيتوجب عليك كذا وكذا لا أنت تفعل ذلك بما أودعة الله فى نفسك
لذاك {سورة النور} التى أهتمت بالذنا وسَتر العورة والأستأذان على المحارم وقبل دخول البيوت جاء فى أولها قوله تعالى:
{{ سورة أنزلناها وفرضناها وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون }}
لما وقف العلماء عند تفسير { لعلكم تذكرون } قالو إن الاحكام لم تُعرف بعد حتى نتذكرها فالموافق {لعلكم تعلمون } قالو لا إن الاحكام التى وردت فى السورة اودعها الله تبارك وتعالى فى قلوب العباد منذُ ولادتهم مركوذا فيها ولكنها لمافسدت ونحرفت عن المنهج الذى خلقت علية بعث الله رسله مذكرين لناس ومنذرين فيحق القول عليهم بإقامة الحجة والبرهان فلا يكون سبحانة ظالماً لهم بتعذيبهم  وقد بين ذلك سبحانة فقال {إن هوا إلاَّ ذكرُ وقران مبين ، لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين } (يس 69 : 70 )
فتأمل كيف ظهرت معرفة الله مسطورة مثبتة فى الفطرة ولم يكون ليعرف بهاأنها ثابتة فى الفطرة ، فلما ذكرته الرسل ونبهته رأى ما أخبروا به مستقرا فى فطرتة شاهداًبه عقلة 
قال العلاَّمة ابن القيم بعد ان انتهى من هذا الفصل {{ فتدبر هذا الفصل فإنه من الكنوز فى هذا الكتابوهوا حقيق بأن تثنى علية الخناصر ، ولله الحمد والمنة . 
لتحميل كتاب مفتاح دار السعادة من هنا

الجمعة، 6 يونيو 2014

البعثات العلمية من وحى الأستشراق

الفقرة {1 }

اول من فكرفى بعثة المصريين إلى فرنسا {نابليون بونابرت و المستشرق فانتور }

جاءت الحملة الفرنسية الى مصر ومعها المدافع والمستشرقين وهم علماء الحملة وعلى رأسهم المستشرق { فانتور } قضى فانتور اربعين سنة يتجول فى دار الإسلام قبل أن يلتحق بالحملة الفرنسية على مصر قال عنة { الجبرتى } فى تاريخة كان { فانتور } لبيبا متبحرا يعرف الغات التركية والعربية والرومية والطليانى والفرنساوى { تاريخ الجبرتى 3 الى 68 وسماه فانتورة
بقى القائد المفتون { نابليون } نحو سبعة أشهر فى القاهرة يخرب ويفعل الأفاعيل بما يتلقاه من الداهية فانتور الذى كان خليل نابليون ونجيبة الذى لا يفارقة فى الحل والترحال فهو الذى اوحى ألية بمحاصرة سوريا وبالفعل فى فبراير 1799 خرج من القاهرة ليدَّوخ سوريا بقوته التى لا تقهر فظل يقاتل بها نحو من سبعة أشهر وحاصر عكا ولكن المقاومة التى لقيها هناك أضطرتة إلى رفع الحصار عنها فى 30 مايو 1799 بعد ان فقد ألاف من جيشة  وعشرات من قُوَّدة وعلمائة ومستشرقيه وعلى رأسهم المستشرق الداهية { فانتور } خليلة ومستشارة فى شؤن دار إسلام .
وعاد نابليون إلى مصر كاسف البال ثم رحل عنها بعد قليل إلى فرنسا بعد إندلاع الثورة فى أقاليم مصر وأعظمها ثورة القاهرة ضد الحملة الغاصبة التى أنهكت المصريين بالضرأب ودكها بالمدافع فرحل نابليون الى فرنسا ناجيا بحُشَاشَة نفسة من مصير كان كأنه يراهُ ماثلا عياناََ ولم يكد يستقر حتى أرسل إلى { كليبر } خليفتة على مصر رسالة طويلة مُتفاوتة مضطربة عجيبة الإضطراب ليسكن روع كليبر ويسدد روع خُطاه فى سياستة فى مصر جاء فى خواتيم الرسالة
{ ستظهر السفن الحربية الفرنسية بلا ريب فى هذا الشتاء أمام ألأسكندرية أو البُرُلُّس أو دمياط  يجب أن تبنى برجا فى البُرُلُّس
أجتهد فى جمع 500 أو600 شخص من المماليك حتى متى لاحت السفن الفرنسية تقبض عليهم فى القاهرة  أو الأرياف وتسفِّرهم ألى فرنسا  وإذالم تجد عدداََ كافيا من المماليك قا ستَعض عنهم برهأن من العرب ومشايخ البلدان قإذا ما وصل هؤلاء إلى فرنسا يُحجزون مدة سنة أوسنتين يشاهدون فى أثنائها عظمة الأمة { الفرنسية } ويعتادون على تقاليدناولُغتنا ولمَّا يعودون إلى مصر يكون لنا منهم حزب يُضَمُّ إلية غيرهم
كنت قدطلبت مرارا جزقة تمثيلية وسأهتم إهتماماََ خاصا بإرسالها لك لأنها ضرورة للجيش وللبدء فى تغيير تقاليد البلاد }
وهذهِ الرسلة محفوظة بالنص ألأصلى فى وزارة الحربية الفرنسية { وثيقة نمرة 4374 } ترجمة حافظ عوض
وضع هذاالفتى ألاهوج المحترق مشروعة الذى بيَّنة لخليفتة كليبر ولكن لم يكمل المشروع لقتل كليبر ولم يستقر { مينو } يعدة على الحكم حتى رحلة الحملة وجاء عصر محمد على

الفقرة الثانية 

تطور مشروع نابليون من المماليك والمشايخ إلى الشباب

رحلت الحملة وتولى حكم مصر رجل كانت تركية بعثتة مع ثلاثمائة من الجند فى أواخر الحملة الفرنسية وكان أيمة { محمد على سِرشِشْمة } و { سرششمة } درجة بسيطة يلقب بها قائد عدد من الجنود فى الدولة العثمانية كان ذلك فى سنة 1801 وتولى أمر مصر فى 1805 فى الخامسة والعشرين من عمرة وكان جاهلا لم يتعلم قط شيئاََ من العلوم وكان لايقراء ولايكتب وقضى أكثر عمره تاجرا يتاجر فى الدخان ثم انضم إلى الجند ولكنة كان داهية عريق المكروكان لايتورع عن كذب وغداع ومكر وليس أدل على ذلك من إطاحتة بالشيخ عمر مكرم الذى جعله والى على مصر ونفية إلى دمياط بعد ان نافق محمد على مشايخ ألأزهر وأظهر لجميعهم المودة والنصح وسلامة الصدر ولم يكن ألاستشراق الفرنسى غافلا عن هذا المغامر الجديد فأحاط بة الاستشراق الفرنسى وكان فى فرنسا رجل كبيرممن شاركو فى الحملة الفرنسية كان مهندساََ بارعاََ وكان له منزلة كبيرة عند نابليون والمستشرق فانتور خليل نابليون ونجيبة انتخب بعد عودتة إلى فرنسا عضوا بالمجمع العلمى الفرنسى وكان شديد ألاهتمام بكل مايخص مصر هو المسيو جُومار { أدم فرانسو جومار 1777 الى 1862 } فلما رأى ألاستشراق الفرنسى فى أغراء محمد على بمايطمع إلية وحبة لسلطة فأسرع المسيو جومار يحث الاستشراق الفرنسى على إغراء محمد على بإرسال بعثات كبيرة إلى فرنسا وهنا نجح المسيو جومار وطور من مشروع نابليون بتخطيط من المستشرق فانتور الذى كان أن يجمع كليبر 500 أو600 شخص من المماليك حتى إذالم تجد عدداََ كافيا من المماليك قا ستَعض عنهم برهأن من العرب ومشايخ البلدان قإذا ما وصل هؤلاء إلى فرنسا يُحجزون مدة سنة أوسنتين يشاهدون فى أثنائها عظمة الأمة { الفرنسية } ويعتادون على تقاليدناولُغتنا ولمَّا يعودون إلى مصر يكون لنا منهم حزب يُضَمُّ إلية غيرهم 
لقد سنحت لجومار أعظم فرصة بإستجابة {محمد على } لإرسال بعثات علمية إلى أُربة فبنى مشروعة لا على كبار السن من المماليك ومشايخ البلدان بل على شباب غض يبقون فى فرنسا سنوات يعتدون فيها على العدات الفرنسية وعلى مر الايام يكبرون ويتولون المناصب صغيرها وكبيرها ويكون تأثيرهم اشدتأثيرا فى بناء جماهير كثيرة تبث إليهم ألافكار التى يتلقونها فى صميم شعب دار ألإسلام هكذا طوّر جومارمشروع نابليون الذى لم يستطع { كليبر } تحقيقة وهلك دونة 
ويظهر لنا ألأن ان فكرة البعثات العلمية لم تكن نابعة من عقل هذا الجندى الجاهل { محمد على } بل كانت نابعة من عقول تخطط وتدبر لأهداف بعيدة المدى~ 

أمثلة لصدمة الحضارية للبعثات العلمية

قال أبو فهر محمود شاكر :

( وكان في هذه البعثة الأولى رجل قد خرج مع البعثة إماماً لها ليراقب أفراد البعثة ، ويصلي بهم الصلوات الخمس ، وهو «رفاعة رافع الطهطاوي» ولد بمدينة طهطا بمديرية جرجا سنة 1216هـ (1801م) في أسرة رقيقة الحال ، فأتم حفظ القرآن ، وقرأ شيئاً من متون العلم المتداولة على بعض العلماء في بلده ، ثم توفي والده رحمه الله ، فرحل إلى القاهرة ، وهو في السادسة عشرة من عمره (1232هـ - 1817م) وانتظم في سلك طلبة الأزهر ، يتلقى العلم عن شيوخه ثماني سنوات ، وكان محباً للأدب ، وفي سنة 1240هـ/1824هـ عُين واعظاً وإماماً في أحد ألايات جيش محمد علي .

فهذا إذن شاب في الثالثة والعشرين من عمره ، لا يمكن أن يكون قد بلغ مبلغاً له شأن يذكر في «الثقافة المتكاملة» التي عاشت فيها أمته ثلاثة عشر قرناً في حضارة متكاملة متراحبة مترامية الأطراف ، متباينة الدرجات ، متنوعة العلوم ، قد بلغت في العظمة والجلالة مبلغاً لم تدركه قبلها أمة من الأمم .

ثم يُختار هذا الشاب في سنة 1241هـ/1826م ليصحب بعثة إلى فرنسا يكون فيها إماماً لأعضائها . كان ذكياً ، عم .
كان محباً للعلم والأدب – أدب عصره وشعر عصره – نعم .
كان قوي العزيمة ، نعم .
كان نابهاً بين أقرانه ، نعم .
لكنه على ذلك كله في الخامسة والعشرين من عمره ، غرير بيّن الغرارة ، طري العود ، قد جاء من أقصى الصعيد ، ومن ظلماته وبؤسه ، وفقره ، وخصاصته ، وهو في السادسة عشرة من عمره ، ثم اقام تسع سنوات في القاهرة ، في حواري الأزهر المهدمة المخربة بيوتها بفعل الفرنسيس ، الضيقة طرقها ، المظلمة أزقتها = ثم يركب سفينة فرنسية تتلالأ أنوارها ترمي به إلى قلب باريس – في القرن التاسع عشر – بحدائقها ، وميادينها ، وأنوارها ، ومباهجها ، وما لا رأته من قبل عينٌ كعينه ، ومالا خطر على قلب كقلبه . أي فتنة تذهب بعقل هذا الفتى ، وترجه رجاً لا قِبَل لمثله باحتماله ؟ وكذلك كان .

أي صيد سمين تلقفه «المسيو جومار» بخبرته ، وحنكته وتجربته وبصره النافذ ؟ فتى ناشئ في قلب الأزهر ، ذكي ، محب للعلم والتحصيل ، قوي العزيمة ، رآه مفتوناً بالأرض التي وطئتها قدمه ، لم يرَ مثلها من قبلُ ، ورآه مقبلاً بأقصى عزيمته على تعلم لغته الفرنسية ، معجباً بها ، وبأهلها كل الإعجاب ، فاخذه «جومار» من قريب ، فكان له صيد أي صيد ! يقول الرافعي المؤرخ المدجَّن في كتابه (ولقد كان معه ثلاثة أئمة آخرون للبعثة ، فلم تتحرك نفس أحد منهم إلى الاغتراف من مناهل العلم في فرنسا (!!) ، ولم يتجاوزوا حدود الوظيفة ، فأما الشيخ رفاعة ، فكان ذا نفس طامحة إلى العلا ، فأخذ يدرس اللغة الفرنسية ، وعكس عليها من تلقاء نفسه ، رغبة منه في تحصيل علومها وآدابها) . ويقول رفاعة الطهطاوي نفسه أنه قضى في تعلمها ثلاث سنين .

ولم يكد حتى أخذ «المسيو جومار» بناصيته ، وأسلمه لطائفة من «المستشرقين» يصاحبونه ، ويوجهونه ، وعلى رأسهم أحد دهاقين الاستشراق الكبار ودهاته ، وهو المستشرق المشهور البارون «سلفستر دي ساسي» .

لم يكن لهذا الفتى الأزهر الصعيدي المفتون مَخْلَصٌ من أحابيلهم ودهائهم ومكرهم ورقّة حاشيتهم ومداهنتهم ، فاستغلوه أبرع استغلال ، وصبوا في أذنيه ، وطرحوا في قرارة قلبه معاني وأفكاراً قد بيتوها ودرسوها وعرفوا عواقبها وثمراتها حين تنموا في دخيلة نفسه ، وهم يزيدونه فتنة بإشهاده روائع المحافل التي تتألق أنوارها ، وتتألق تحت أنوارها أيضاً مفاتن النساء الكاسيات العاريات ، والرجال ذوي الأبهة يختالون في شمائل الرقة الفرنسية فزادوه فتنة ، وزادوا غفلته غفلة ، وانتزعوه انتزاعاً مما كان يعيش فيه من ظلمات الصعيد ويؤسه ، وفقره ، ومن حواري الأزهر المخربة ، وطرقها الضيقة وأزقتها المظلمة ، حتى نسي نفسه التي صاحبها خمساً وعشرين سنة ، وتنكر لماضيه القريب وأعرض عنه ، وسارع ينجو بحياته الجديدة من خطاطيفه التي تلاحقه .

وقضى رفاعة رحمه الله ست سنوات في باريس من سنة 1241هـ - 1246هـ (1826م – 1831م) قضى ثلاث سنوات منها في تعلم اللغة الفرنسية كما قال بلسانه ، وفي الثلاث الأخر درس التاريخ ، والجغرافيا ، والفلسة ، والآداب الفرنسية ، قرأ مؤلفات فولتير ، وجان جاك روسو ، ومنتسكيو ، قرأ بعض الكتب في المعادن ، وفن العسكرية ، والرياضيات = فحدثني بربك كيف تكون دراسة هذه المتنوعات في ثلاث سنوات ، إلا أن يكون ذلك كله خطفاً كحسو الطائر ، وأن يكون ما ألفه رفاعة وكتبه سطواً مجرداً على كتب كتبت في هذه العلوم المختلفة المتباينة ، والله أعلم بما فيها من الزلل والخطأ وسوء الفهم ، ولكن رفاعة الطهطاوي على ذلك كله إمام جاء يخرج مصر وأهلها من الظلمات إلى النور !! ويا للعجب .
ويقول جمال بدوى فى كتابه محمد على واولاده
 
وقال الطالب محمد مظهر فيما بعد فى رسالة له لاحد اصدقائه بالقاهرة : عندما نزلت فى مرسيليا ظهر لى جملة مناظر لم اراهامن قبل اولها جمال المبانى مع علوهاالشاهق ثم الشوارع المرسوفة مع اتساعها وستقامتها ثم انى سمعت جلبة لم اسمع مثلها ورايت بعد ذلك عربات تجرها الجياد وهى اول مرة فى حياتى ارى فيها هذاالمنظر وكانت تلك العربات لايتقطع مرورها فى الشوارع وقد استولت علىَّ الدهشة عندما وقع بصرى على السيدات الفرنسيات وقد سفرنا { من السفور هو التبرج
وخــــروج المـــرأة بلا حجــاب ولا جلباب}
بحرية بأزيأهن الجميلة فى الشوارع والميادين والمتنزهات الأمر الذى تأباه عادتنا وشرائع بلادنا

واضح الأن الهدف من وراء البعثات العلمية ليس كما علَّمونا صغاراً فى المدارس ولمعرف أكثر

تحميل كتاب { رسالة فى الطريق الى ثقافتنا } من هنا

تحميل كتاب { محمد على واولاده} من هنا