الفقرة {1 }
اول من فكرفى بعثة المصريين إلى فرنسا {نابليون بونابرت و المستشرق فانتور }
جاءت الحملة الفرنسية الى مصر ومعها المدافع والمستشرقين وهم علماء الحملة وعلى رأسهم المستشرق { فانتور } قضى فانتور اربعين سنة يتجول فى دار الإسلام قبل أن يلتحق بالحملة الفرنسية على مصر قال عنة { الجبرتى } فى تاريخة كان { فانتور } لبيبا متبحرا يعرف الغات التركية والعربية والرومية والطليانى والفرنساوى { تاريخ الجبرتى 3 الى 68 وسماه فانتورةبقى القائد المفتون { نابليون } نحو سبعة أشهر فى القاهرة يخرب ويفعل الأفاعيل بما يتلقاه من الداهية فانتور الذى كان خليل نابليون ونجيبة الذى لا يفارقة فى الحل والترحال فهو الذى اوحى ألية بمحاصرة سوريا وبالفعل فى فبراير 1799 خرج من القاهرة ليدَّوخ سوريا بقوته التى لا تقهر فظل يقاتل بها نحو من سبعة أشهر وحاصر عكا ولكن المقاومة التى لقيها هناك أضطرتة إلى رفع الحصار عنها فى 30 مايو 1799 بعد ان فقد ألاف من جيشة وعشرات من قُوَّدة وعلمائة ومستشرقيه وعلى رأسهم المستشرق الداهية { فانتور } خليلة ومستشارة فى شؤن دار إسلام .
وعاد نابليون إلى مصر كاسف البال ثم رحل عنها بعد قليل إلى فرنسا بعد إندلاع الثورة فى أقاليم مصر وأعظمها ثورة القاهرة ضد الحملة الغاصبة التى أنهكت المصريين بالضرأب ودكها بالمدافع فرحل نابليون الى فرنسا ناجيا بحُشَاشَة نفسة من مصير كان كأنه يراهُ ماثلا عياناََ ولم يكد يستقر حتى أرسل إلى { كليبر } خليفتة على مصر رسالة طويلة مُتفاوتة مضطربة عجيبة الإضطراب ليسكن روع كليبر ويسدد روع خُطاه فى سياستة فى مصر جاء فى خواتيم الرسالة
{ ستظهر السفن الحربية الفرنسية بلا ريب فى هذا الشتاء أمام ألأسكندرية أو البُرُلُّس أو دمياط يجب أن تبنى برجا فى البُرُلُّس
أجتهد فى جمع 500 أو600 شخص من المماليك حتى متى لاحت السفن الفرنسية تقبض عليهم فى القاهرة أو الأرياف وتسفِّرهم ألى فرنسا وإذالم تجد عدداََ كافيا من المماليك قا ستَعض عنهم برهأن من العرب ومشايخ البلدان قإذا ما وصل هؤلاء إلى فرنسا يُحجزون مدة سنة أوسنتين يشاهدون فى أثنائها عظمة الأمة { الفرنسية } ويعتادون على تقاليدناولُغتنا ولمَّا يعودون إلى مصر يكون لنا منهم حزب يُضَمُّ إلية غيرهم
كنت قدطلبت مرارا جزقة تمثيلية وسأهتم إهتماماََ خاصا بإرسالها لك لأنها ضرورة للجيش وللبدء فى تغيير تقاليد البلاد }
وهذهِ الرسلة محفوظة بالنص ألأصلى فى وزارة الحربية الفرنسية { وثيقة نمرة 4374 } ترجمة حافظ عوض
وضع هذاالفتى ألاهوج المحترق مشروعة الذى بيَّنة لخليفتة كليبر ولكن لم يكمل المشروع لقتل كليبر ولم يستقر { مينو } يعدة على الحكم حتى رحلة الحملة وجاء عصر محمد على
الفقرة الثانية
تطور مشروع نابليون من المماليك والمشايخ إلى الشباب
رحلت الحملة وتولى حكم مصر رجل كانت تركية بعثتة مع ثلاثمائة من الجند فى أواخر الحملة الفرنسية وكان أيمة { محمد على سِرشِشْمة } و { سرششمة } درجة بسيطة يلقب بها قائد عدد من الجنود فى الدولة العثمانية كان ذلك فى سنة 1801 وتولى أمر مصر فى 1805 فى الخامسة والعشرين من عمرة وكان جاهلا لم يتعلم قط شيئاََ من العلوم وكان لايقراء ولايكتب وقضى أكثر عمره تاجرا يتاجر فى الدخان ثم انضم إلى الجند ولكنة كان داهية عريق المكروكان لايتورع عن كذب وغداع ومكر وليس أدل على ذلك من إطاحتة بالشيخ عمر مكرم الذى جعله والى على مصر ونفية إلى دمياط بعد ان نافق محمد على مشايخ ألأزهر وأظهر لجميعهم المودة والنصح وسلامة الصدر ولم يكن ألاستشراق الفرنسى غافلا عن هذا المغامر الجديد فأحاط بة الاستشراق الفرنسى وكان فى فرنسا رجل كبيرممن شاركو فى الحملة الفرنسية كان مهندساََ بارعاََ وكان له منزلة كبيرة عند نابليون والمستشرق فانتور خليل نابليون ونجيبة انتخب بعد عودتة إلى فرنسا عضوا بالمجمع العلمى الفرنسى وكان شديد ألاهتمام بكل مايخص مصر هو المسيو جُومار { أدم فرانسو جومار 1777 الى 1862 } فلما رأى ألاستشراق الفرنسى فى أغراء محمد على بمايطمع إلية وحبة لسلطة فأسرع المسيو جومار يحث الاستشراق الفرنسى على إغراء محمد على بإرسال بعثات كبيرة إلى فرنسا وهنا نجح المسيو جومار وطور من مشروع نابليون بتخطيط من المستشرق فانتور الذى كان أن يجمع كليبر 500 أو600 شخص من المماليك حتى إذالم تجد عدداََ كافيا من المماليك قا ستَعض عنهم برهأن من العرب ومشايخ البلدان قإذا ما وصل هؤلاء إلى فرنسا يُحجزون مدة سنة أوسنتين يشاهدون فى أثنائها
عظمة الأمة { الفرنسية } ويعتادون على تقاليدناولُغتنا ولمَّا يعودون إلى
مصر يكون لنا منهم حزب يُضَمُّ إلية غيرهم
لقد سنحت لجومار أعظم فرصة بإستجابة {محمد على } لإرسال بعثات علمية إلى أُربة فبنى مشروعة لا على كبار السن من المماليك ومشايخ البلدان بل على شباب غض يبقون فى فرنسا سنوات يعتدون فيها على العدات الفرنسية وعلى مر الايام يكبرون ويتولون المناصب صغيرها وكبيرها ويكون تأثيرهم اشدتأثيرا فى بناء جماهير كثيرة تبث إليهم ألافكار التى يتلقونها فى صميم شعب دار ألإسلام هكذا طوّر جومارمشروع نابليون الذى لم يستطع { كليبر } تحقيقة وهلك دونة
ويظهر لنا ألأن ان فكرة البعثات العلمية لم تكن نابعة من عقل هذا الجندى الجاهل { محمد على } بل كانت نابعة من عقول تخطط وتدبر لأهداف بعيدة المدى~
أمثلة لصدمة الحضارية للبعثات العلمية
قال أبو فهر محمود شاكر :
( وكان في هذه البعثة الأولى رجل قد خرج مع البعثة إماماً لها ليراقب أفراد البعثة ، ويصلي بهم الصلوات الخمس ، وهو «رفاعة رافع الطهطاوي» ولد بمدينة طهطا بمديرية جرجا سنة 1216هـ (1801م) في أسرة رقيقة الحال ، فأتم حفظ القرآن ، وقرأ شيئاً من متون العلم المتداولة على بعض العلماء في بلده ، ثم توفي والده رحمه الله ، فرحل إلى القاهرة ، وهو في السادسة عشرة من عمره (1232هـ - 1817م) وانتظم في سلك طلبة الأزهر ، يتلقى العلم عن شيوخه ثماني سنوات ، وكان محباً للأدب ، وفي سنة 1240هـ/1824هـ عُين واعظاً وإماماً في أحد ألايات جيش محمد علي .
فهذا إذن شاب في الثالثة والعشرين من عمره ، لا يمكن أن يكون قد بلغ مبلغاً له شأن يذكر في «الثقافة المتكاملة» التي عاشت فيها أمته ثلاثة عشر قرناً في حضارة متكاملة متراحبة مترامية الأطراف ، متباينة الدرجات ، متنوعة العلوم ، قد بلغت في العظمة والجلالة مبلغاً لم تدركه قبلها أمة من الأمم .
ثم يُختار هذا الشاب في سنة 1241هـ/1826م ليصحب بعثة إلى فرنسا يكون فيها إماماً لأعضائها . كان ذكياً ، عم .
كان محباً للعلم والأدب – أدب عصره وشعر عصره – نعم .
كان قوي العزيمة ، نعم .
كان نابهاً بين أقرانه ، نعم .
لكنه على ذلك كله في الخامسة والعشرين من عمره ، غرير بيّن الغرارة ، طري العود ، قد جاء من أقصى الصعيد ، ومن ظلماته وبؤسه ، وفقره ، وخصاصته ، وهو في السادسة عشرة من عمره ، ثم اقام تسع سنوات في القاهرة ، في حواري الأزهر المهدمة المخربة بيوتها بفعل الفرنسيس ، الضيقة طرقها ، المظلمة أزقتها = ثم يركب سفينة فرنسية تتلالأ أنوارها ترمي به إلى قلب باريس – في القرن التاسع عشر – بحدائقها ، وميادينها ، وأنوارها ، ومباهجها ، وما لا رأته من قبل عينٌ كعينه ، ومالا خطر على قلب كقلبه . أي فتنة تذهب بعقل هذا الفتى ، وترجه رجاً لا قِبَل لمثله باحتماله ؟ وكذلك كان .
أي صيد سمين تلقفه «المسيو جومار» بخبرته ، وحنكته وتجربته وبصره النافذ ؟ فتى ناشئ في قلب الأزهر ، ذكي ، محب للعلم والتحصيل ، قوي العزيمة ، رآه مفتوناً بالأرض التي وطئتها قدمه ، لم يرَ مثلها من قبلُ ، ورآه مقبلاً بأقصى عزيمته على تعلم لغته الفرنسية ، معجباً بها ، وبأهلها كل الإعجاب ، فاخذه «جومار» من قريب ، فكان له صيد أي صيد ! يقول الرافعي المؤرخ المدجَّن في كتابه (ولقد كان معه ثلاثة أئمة آخرون للبعثة ، فلم تتحرك نفس أحد منهم إلى الاغتراف من مناهل العلم في فرنسا (!!) ، ولم يتجاوزوا حدود الوظيفة ، فأما الشيخ رفاعة ، فكان ذا نفس طامحة إلى العلا ، فأخذ يدرس اللغة الفرنسية ، وعكس عليها من تلقاء نفسه ، رغبة منه في تحصيل علومها وآدابها) . ويقول رفاعة الطهطاوي نفسه أنه قضى في تعلمها ثلاث سنين .
ولم يكد حتى أخذ «المسيو جومار» بناصيته ، وأسلمه لطائفة من «المستشرقين» يصاحبونه ، ويوجهونه ، وعلى رأسهم أحد دهاقين الاستشراق الكبار ودهاته ، وهو المستشرق المشهور البارون «سلفستر دي ساسي» .
لم يكن لهذا الفتى الأزهر الصعيدي المفتون مَخْلَصٌ من أحابيلهم ودهائهم ومكرهم ورقّة حاشيتهم ومداهنتهم ، فاستغلوه أبرع استغلال ، وصبوا في أذنيه ، وطرحوا في قرارة قلبه معاني وأفكاراً قد بيتوها ودرسوها وعرفوا عواقبها وثمراتها حين تنموا في دخيلة نفسه ، وهم يزيدونه فتنة بإشهاده روائع المحافل التي تتألق أنوارها ، وتتألق تحت أنوارها أيضاً مفاتن النساء الكاسيات العاريات ، والرجال ذوي الأبهة يختالون في شمائل الرقة الفرنسية فزادوه فتنة ، وزادوا غفلته غفلة ، وانتزعوه انتزاعاً مما كان يعيش فيه من ظلمات الصعيد ويؤسه ، وفقره ، ومن حواري الأزهر المخربة ، وطرقها الضيقة وأزقتها المظلمة ، حتى نسي نفسه التي صاحبها خمساً وعشرين سنة ، وتنكر لماضيه القريب وأعرض عنه ، وسارع ينجو بحياته الجديدة من خطاطيفه التي تلاحقه .
وقضى رفاعة رحمه الله ست سنوات في باريس من سنة 1241هـ - 1246هـ (1826م – 1831م) قضى ثلاث سنوات منها في تعلم اللغة الفرنسية كما قال بلسانه ، وفي الثلاث الأخر درس التاريخ ، والجغرافيا ، والفلسة ، والآداب الفرنسية ، قرأ مؤلفات فولتير ، وجان جاك روسو ، ومنتسكيو ، قرأ بعض الكتب في المعادن ، وفن العسكرية ، والرياضيات = فحدثني بربك كيف تكون دراسة هذه المتنوعات في ثلاث سنوات ، إلا أن يكون ذلك كله خطفاً كحسو الطائر ، وأن يكون ما ألفه رفاعة وكتبه سطواً مجرداً على كتب كتبت في هذه العلوم المختلفة المتباينة ، والله أعلم بما فيها من الزلل والخطأ وسوء الفهم ، ولكن رفاعة الطهطاوي على ذلك كله إمام جاء يخرج مصر وأهلها من الظلمات إلى النور !! ويا للعجب .
( وكان في هذه البعثة الأولى رجل قد خرج مع البعثة إماماً لها ليراقب أفراد البعثة ، ويصلي بهم الصلوات الخمس ، وهو «رفاعة رافع الطهطاوي» ولد بمدينة طهطا بمديرية جرجا سنة 1216هـ (1801م) في أسرة رقيقة الحال ، فأتم حفظ القرآن ، وقرأ شيئاً من متون العلم المتداولة على بعض العلماء في بلده ، ثم توفي والده رحمه الله ، فرحل إلى القاهرة ، وهو في السادسة عشرة من عمره (1232هـ - 1817م) وانتظم في سلك طلبة الأزهر ، يتلقى العلم عن شيوخه ثماني سنوات ، وكان محباً للأدب ، وفي سنة 1240هـ/1824هـ عُين واعظاً وإماماً في أحد ألايات جيش محمد علي .
فهذا إذن شاب في الثالثة والعشرين من عمره ، لا يمكن أن يكون قد بلغ مبلغاً له شأن يذكر في «الثقافة المتكاملة» التي عاشت فيها أمته ثلاثة عشر قرناً في حضارة متكاملة متراحبة مترامية الأطراف ، متباينة الدرجات ، متنوعة العلوم ، قد بلغت في العظمة والجلالة مبلغاً لم تدركه قبلها أمة من الأمم .
ثم يُختار هذا الشاب في سنة 1241هـ/1826م ليصحب بعثة إلى فرنسا يكون فيها إماماً لأعضائها . كان ذكياً ، عم .
كان محباً للعلم والأدب – أدب عصره وشعر عصره – نعم .
كان قوي العزيمة ، نعم .
كان نابهاً بين أقرانه ، نعم .
لكنه على ذلك كله في الخامسة والعشرين من عمره ، غرير بيّن الغرارة ، طري العود ، قد جاء من أقصى الصعيد ، ومن ظلماته وبؤسه ، وفقره ، وخصاصته ، وهو في السادسة عشرة من عمره ، ثم اقام تسع سنوات في القاهرة ، في حواري الأزهر المهدمة المخربة بيوتها بفعل الفرنسيس ، الضيقة طرقها ، المظلمة أزقتها = ثم يركب سفينة فرنسية تتلالأ أنوارها ترمي به إلى قلب باريس – في القرن التاسع عشر – بحدائقها ، وميادينها ، وأنوارها ، ومباهجها ، وما لا رأته من قبل عينٌ كعينه ، ومالا خطر على قلب كقلبه . أي فتنة تذهب بعقل هذا الفتى ، وترجه رجاً لا قِبَل لمثله باحتماله ؟ وكذلك كان .
أي صيد سمين تلقفه «المسيو جومار» بخبرته ، وحنكته وتجربته وبصره النافذ ؟ فتى ناشئ في قلب الأزهر ، ذكي ، محب للعلم والتحصيل ، قوي العزيمة ، رآه مفتوناً بالأرض التي وطئتها قدمه ، لم يرَ مثلها من قبلُ ، ورآه مقبلاً بأقصى عزيمته على تعلم لغته الفرنسية ، معجباً بها ، وبأهلها كل الإعجاب ، فاخذه «جومار» من قريب ، فكان له صيد أي صيد ! يقول الرافعي المؤرخ المدجَّن في كتابه (ولقد كان معه ثلاثة أئمة آخرون للبعثة ، فلم تتحرك نفس أحد منهم إلى الاغتراف من مناهل العلم في فرنسا (!!) ، ولم يتجاوزوا حدود الوظيفة ، فأما الشيخ رفاعة ، فكان ذا نفس طامحة إلى العلا ، فأخذ يدرس اللغة الفرنسية ، وعكس عليها من تلقاء نفسه ، رغبة منه في تحصيل علومها وآدابها) . ويقول رفاعة الطهطاوي نفسه أنه قضى في تعلمها ثلاث سنين .
ولم يكد حتى أخذ «المسيو جومار» بناصيته ، وأسلمه لطائفة من «المستشرقين» يصاحبونه ، ويوجهونه ، وعلى رأسهم أحد دهاقين الاستشراق الكبار ودهاته ، وهو المستشرق المشهور البارون «سلفستر دي ساسي» .
لم يكن لهذا الفتى الأزهر الصعيدي المفتون مَخْلَصٌ من أحابيلهم ودهائهم ومكرهم ورقّة حاشيتهم ومداهنتهم ، فاستغلوه أبرع استغلال ، وصبوا في أذنيه ، وطرحوا في قرارة قلبه معاني وأفكاراً قد بيتوها ودرسوها وعرفوا عواقبها وثمراتها حين تنموا في دخيلة نفسه ، وهم يزيدونه فتنة بإشهاده روائع المحافل التي تتألق أنوارها ، وتتألق تحت أنوارها أيضاً مفاتن النساء الكاسيات العاريات ، والرجال ذوي الأبهة يختالون في شمائل الرقة الفرنسية فزادوه فتنة ، وزادوا غفلته غفلة ، وانتزعوه انتزاعاً مما كان يعيش فيه من ظلمات الصعيد ويؤسه ، وفقره ، ومن حواري الأزهر المخربة ، وطرقها الضيقة وأزقتها المظلمة ، حتى نسي نفسه التي صاحبها خمساً وعشرين سنة ، وتنكر لماضيه القريب وأعرض عنه ، وسارع ينجو بحياته الجديدة من خطاطيفه التي تلاحقه .
وقضى رفاعة رحمه الله ست سنوات في باريس من سنة 1241هـ - 1246هـ (1826م – 1831م) قضى ثلاث سنوات منها في تعلم اللغة الفرنسية كما قال بلسانه ، وفي الثلاث الأخر درس التاريخ ، والجغرافيا ، والفلسة ، والآداب الفرنسية ، قرأ مؤلفات فولتير ، وجان جاك روسو ، ومنتسكيو ، قرأ بعض الكتب في المعادن ، وفن العسكرية ، والرياضيات = فحدثني بربك كيف تكون دراسة هذه المتنوعات في ثلاث سنوات ، إلا أن يكون ذلك كله خطفاً كحسو الطائر ، وأن يكون ما ألفه رفاعة وكتبه سطواً مجرداً على كتب كتبت في هذه العلوم المختلفة المتباينة ، والله أعلم بما فيها من الزلل والخطأ وسوء الفهم ، ولكن رفاعة الطهطاوي على ذلك كله إمام جاء يخرج مصر وأهلها من الظلمات إلى النور !! ويا للعجب .
ويقول جمال بدوى فى كتابه محمد على واولاده
وقال الطالب محمد مظهر فيما بعد فى رسالة له لاحد اصدقائه بالقاهرة : عندما نزلت فى مرسيليا ظهر لى جملة مناظر لم اراهامن قبل اولها جمال المبانى مع علوهاالشاهق ثم الشوارع المرسوفة مع اتساعها وستقامتها ثم انى سمعت جلبة لم اسمع مثلها ورايت بعد ذلك عربات تجرها الجياد وهى اول مرة فى حياتى ارى فيها هذاالمنظر وكانت تلك العربات لايتقطع مرورها فى الشوارع وقد استولت علىَّ الدهشة عندما وقع بصرى على السيدات الفرنسيات وقد سفرنا { من السفور هو التبرج
وخــــروج المـــرأة بلا حجــاب ولا جلباب}
وخــــروج المـــرأة بلا حجــاب ولا جلباب}
بحرية بأزيأهن الجميلة فى الشوارع والميادين والمتنزهات الأمر الذى تأباه عادتنا وشرائع بلادنا
0 التعليقات:
إرسال تعليق