حياته
وُلِدَ كميل بن زياد رضوان الله عليه قبل الهجرة النبويّة بعدّة سنين في
اليمن. وكانت عائلته واحدة من أكبر العائلات المعروفة باليمن، قدَّمت هذه
القبيلة خدمات جليلة للإِسلام، فمالك الأشتر، وهلال بن نافع، وسوادة بن
عام، وغيرهم كلّهم من قبيلة كميل بن زياد . سكن معظم أفراد هذه
القبيلة بعد الإِسلام في الكوفة. يعتبر كميل بن زياد من التابعين، ومن خلص
أصحاب أمير المؤمنين كرم الله وجهه وعليه السلام،
ـ كان من الذين نفاهم والي الكوفة سعيد بن العاص منها إلى الشام بأمر عثمان، ومن الشام أعيدوا إلى الكوفة ومنها نفوا إلى حمص، ثم عادوا إلى الكوفة، بعد خروج واليها منها.
ـ دخل كميل بن زياد ومن كان معه بقيادة مالك الأشتر إلى قصر الإمارة فور عودتهم، وأخرجوا ثابت بن قيس خليفة الوالي عليه، واستطاع أهل الكوفة على أثر ذلك منع سعيد بن العاص والي الكوفة من العودة إليها.
ـ بايع علي بن أبي طالب بعد مقتل عثمان، وأخلص في البيعة، وكان من ثقاته، فلازمه وأخذ العلم منه، واختصه بدعاء من أعظم الأدعية وأسماها، وهو الدعاء المعروف اليوم بـ(دعاء كميل)، لهذا قال عنه علماء الرجال، إنه حامل سر علي اشترك مع علي في صفين وكان شريفاً مطاعاً في قومه.
ـ نصّبه علي عاملاً على بيت المال مدة من الزمن، وعينه والياً على (هيت)، فتصدّى لمحاولات معاوية التي كانت تهدف إلى السيطرة على المناطق التي كانت تحت سلطة علي .
ـ بايع الحسن بعد مقتل علي.
أقوال العلماء فيه :
عرّف به الديلميّ في ( إرشاد القلوب:226 ) فقال خلال عرضه لخبر خروجه مع
أمير المؤمنين عليه السلام: وكان مِن خيار شيعته ومحبيّه. وذكر الشريف
الرضيّ خبراً آخر في ( نهج البلاغة: مقدمة الكتاب ص 61 ) أنّ أمير المؤمنين
عليه السلام كتب إلى كميل بن زياد النخعيّ كتاباً، وكان كميل عاملَه على «
هيت ». فيما كتب ابن أبي الحديد المعتزليّ في ( شرح نهج البلاغة 149:17 )
معرّفاً: كان كُمَيل من صحابة عليٍّ عليه السلام وشيعته وخاصّته، قتله
الحجّاج على المذهب فيمَن قتل من الشيعة. وكان كميل عامل عليٍّ عليه السلام
على « هيت ».
أورد ذلك المحدّث الشيخ عبّاس القمّي في موسوعته ( سفينة البحار 263:4 ـ 264 ) ثمّ قال: أقول ـ كُمَيل بن زياد النَّخَعيّ، من أعاظم خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام وأصحاب سرّه، وهو الذي يُنسَب إليه الدعاء المشهور ( دعاء كميل ).
قال الذهبيّ في ( ميزان الاعتدال 415:3 / الرقم 6978 ): قال ابن حِبّان: كان كميل من المفرطين في حبّ عليٍّ عليه السلام، وهو ممّن روى عنه المعضلات ( ربّما قصد بها الكرامات والعجائب ومعالي شؤونه عليه السلام، وذلك ما لا يتحمّله أولئك وأمثالهم )، ثمّ أضاف قائلاً: تُتّقى ولا يُحتَجّ به!
أورد ذلك المحدّث الشيخ عبّاس القمّي في موسوعته ( سفينة البحار 263:4 ـ 264 ) ثمّ قال: أقول ـ كُمَيل بن زياد النَّخَعيّ، من أعاظم خواصّ أمير المؤمنين عليه السلام وأصحاب سرّه، وهو الذي يُنسَب إليه الدعاء المشهور ( دعاء كميل ).
قال الذهبيّ في ( ميزان الاعتدال 415:3 / الرقم 6978 ): قال ابن حِبّان: كان كميل من المفرطين في حبّ عليٍّ عليه السلام، وهو ممّن روى عنه المعضلات ( ربّما قصد بها الكرامات والعجائب ومعالي شؤونه عليه السلام، وذلك ما لا يتحمّله أولئك وأمثالهم )، ثمّ أضاف قائلاً: تُتّقى ولا يُحتَجّ به!
إشتهر كميل بن زياد رحمه الله عند الشيعة بالدعاء الذي علّمه أمير المؤمنين
عليه السلام إيّاه، فواظب عليه الشيعة، خاصّةً في ليالي الجمعة، وكذا في
ليلة النصف من شعبان ( كما ذكر: الطوسي في: مصباح المتهجّد، والسيّد ابن
طاووس في: الإقبال، والشيخ الكفعمي في: البلد الأمين ).
عُرف كميل بحديث أمير المؤمنين عليه السلام عندما أخذه معه إلى زيارة وادي
السلام بظهر الكوفة، فنقله كميل أنّ الإمام عليه السلام قال له: « يا كميل،
القلوبُ أوعية، فخيرها أوعاها. إحفَظْ عنّي ما أقول لك: الناس ثلاثة:
فعالِمٌ ربّاني، وعالمٌ متعلّم على سبيل نجاة، وهَمَجٌ رَعاعٌ أتْباعُ كلِّ
ناعق... ». والحديث مفصَّل، نقله: الذهبي في ( تذكرة الحفّاظ )،
مقتله
بعد تولي الحجاج ولاية العراق من قبل مروان بن الحكم, صار يبطش بها بطش
جبّار طاغية، ويلاحق أصحابَ علي، ويهدر دماءهم،حينها جدّ في طلب كميل بن
زياد سعياً إلى قتله، فأخفى كميل نفسه عن الحجاج فترة من الزمن، إلا أن
الحجاج قطع العطاء من قبيلة كميل وقد كانت بأمس الحاجة إليه، مما اضطر
كميلاً لتسليم نفسه إلى الحجاج وقال: «أنا شيخ كبير قد نفد عمري، لا ينبغي
أن أحرم قومي عطيّاتهم، فخرج فدفع بيده إلى الحجّاج، فلمّا رآه قال له: لقد
كنت أحبّ أن أجد عليك سبيلاً. فقال له كميل: لا تصرف عليّ أنيابك ولا تهدم
عليّ، فوالله ما بقي من عمري إلّا مثل كواسل الغبار، فاقض ما أنت قاض،
فإنّ الموعد الله وبعد القتل الحساب، ولقد خبّرني أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب رضي الله عنه أنّك قاتلي، قال: فقال له الحجّاج: الحجّة عليك إذن،
فقال كميل: ذاك إن كان القضاء إليك، قال: بلى قد كنتَ فيمن قتل عثمان بن
عفّان رضي الله عنه ، اضربوا عنقه، فضُربت عنقه ودفن في ظهر الكوفة في
منطقة تدعى الثوية و هي نجف اليوم وكان ذلك في عام 82 هـ »
0 التعليقات:
إرسال تعليق